الجمعة، 21 ديسمبر 2012

الجزء الثاني من السفاري ..

من الجنه الى الجحيم ...



يظل سقف احتياجتنا مرتفع ونظل كائنات متطلبه ملوله تبحث عن التجديد والتغير وبحسب هرم
ماسلو فالانسان عباره عن كتله من الاحتياجات المتلاحقه الاخذه في النمو الواحده تلو الاخرى
وتصل قمه الهرم لتجد ان البحث عن تقديرالذات هي غايه الغايات وراس الاحتياجات واشباعها
يمنحك كل الرضا والسعاده ولاننا حيوانات مفكره فحن نبحث بلا توقف عن العله الغائيه لوجودنا 
او ببساطه سبب وجودنا لماذا خلقنا ؟ من خلقنا ؟ كيف خلقنا ؟ اين سنذهب بعد الموت ؟
من خلق الكون ؟ وكيف خلقه ؟ 
هذه مايطلق عليها الاسئله الوجوديه التي تعتبر لغز محير والتي هي العتبه الاولى المكونه
للمدارس الفلسفيه ومكونه ايضا لمعظم العلوم يكره الانسان الاسئله التي لاتحمل اجوبه فيسعى دائما
لحلها و ايجاد اجوبه حتى لو لم تكن منطقيه او خياليه لذالك اجتهد الكثير في وضع الفرضيات 
ثم السعي الحثيث من الجنس البشري لاثباتها وجعلها نظريات معترف بها ..


نظريه ماسلو النفسيه والتي اطلق عليها هرم ماسلو للاحتياجات النفسيه توضح بشكل جلي 
حاجات الانسان من الاكثر اهميه وهي الاحتياجات الفيسولجيه من الاكل والشرب والنوم والاخراج والتي تشكل قاعده 
الهرم حتى اعلى الهرم وهي الحاجه لتقدير الذات وعبر عنها بالابتكار وحل المشاكل وتقبل الحقائق
وارى انه اخطأ في ذالك وان هذا الجزء ينقصه شيء اساسي وهو الجانب الروحي او ينبغي ان ينفرد في راس الهرم
بجزء خاص به يطلق عليه الجانب الروحي او الهويه او مايسمى في كثير من الثقافات (الغرض)
وكلما كان اهتمامنا بقاعده الهرم اكبر وحصرنا اشباع حاجاتنا الاوليه كل ما كان فشلنا في الحياه اكبر 
واعمق فللاسف منحنا الاوليات والثانويات  اهميه اكبر حتى اصبحت متطلب الحياه الاساسي ان لم يكن الوحيد لكثير من البشر
والعكس صحيح كل ماكان اهتمامك براس الهرم واشباعك للغرض من وجودك في الحياه اعمق كل ما اصبحت حياتك اكثر تكامل وتناغم.

يتحكم في سلوكنا وفهمنا للحياه لبنات الاساس الاولى من الوالدين و الاسره ثم المدرسه ثم الشارع ثم المجتمع
وان كان بنائك الاولي ضعيف من الوالدين والاسره تحكم في سلوكك وزرع القيم والمبادئ الشارع والمجتمع او مايسمى 
بالعقل الجمعي فهو يفرض على المجتمع اسلوب ونمط حياه معين وايطار ثقافي وفكري محدد وكل ماكان المجتمع منغلق 
غير مطلع او منفتح على ثقافات المجتمعات الموازيه و المجتمعات المقابله او المخالفه له كل ماكان العقل الجمعي 
اقوى سلطه واشد فتكا بالمجتمع والعكس صحيح كل ماكان منفتح متقبل لثقافات الاخرى كل ماكان كسر الايطار الفكري والخروج 
منه ايسر واسهل ..

الخروج من مجتمع محافظ الى مجتمع منفتح غير محدد الاطر ديموقراطي كما يسمى قد يسبب لك صدمه ثقافيه 
او صدمه فكريه خصوصا ان لم تكن على اطلاع وبدون ادنى معرفه عن ذالك المجتمع الجديد 
لاكن الخروج من مجتمع محافظ منغلق الى مجتمع اكثر تحفظ ومتقوقع على ذاته يصيبك بشلل فكري وهذيان ثقافي 
غريب ...

تلك كانت حالتي عندما لامست قدماي لاول مره ارض الفول والقصب وازهار الكركديه بلاد الانهار والرمال الذهبيه
 
المطار مدينه بداخل المدينه يحوي مطعم ومعرض سيارات ومحل الكترونيات واجزه منزليه ومواد غذائيه 
حقا لا انسى دهشتي عندما رايتها شعرت بان الطائره هبطت في منتصف المدينه وليست في المطار 
عيناي كانت تدور في ارجاء المكان باندهاش الحلوى هناك وخلفها سيارات ودراجات ناريه تلفت يمنه فتقع عينك
على الثلاجات والافران وادوات المطبخ... ممسكه بوالدي بوجل وبداخلي تساؤل اين انا في مطار ام بقطعه من بلاد اليس 
لم انفك عن سؤال والدي اين نحن وفي كل مره يجيب نفس الجواب في المطار ياحلوتي في المطار لاكنه لايشبهه مطارنا
اقولها وانا اشد قميصه ليتلفت الي وانظر الى عينيه دائما ماكنت ارغب بقراءه اجوبتي من خلال الاعين فهي اصدق الاحاديث
ابتسم فارسي ذات العارض الكثيف الاسود والعينان الحاده كالنسر والبشره السمراء الآخااذه رأى وجلي واستعجابي 
لم يجلس وينزل الى مستوى قامتي ويحادثني لكي يشعرني بانه يفهم خوف الطفله البعيده عن امها من غادرت احضان امها في عتمه الليل خلسه لكي لايشعر اخوتها بذهابها وسفرها المفاجئ  خرجت وامها تحصنها بالدموع ولاتريد ان تفارقها ابدا .. 
 
بل حملني رفعني عاليا جعلني ارتفع لمستوى عيناه وماترى .. لمستوى ادراكه البسني عيناه لارى من خلالهما ماينقصني
قال انظري مد يده الى الطابق الثاني قال هناك افخم المطاعم وارقاها انظري هناك السيارات الفارهه انظري الى تلك الحلويات والماكولات انظري لهذه الدوله الرائعه تجمع 
كل ماتحتاجين في المطار لا تريد ان تتعبي بالبحث  اليست هي حقا سله غذاء العالم
وجلس يضحك بصوت مسموع ثم اشار بيده الى يسار وقوفنا قال هناك بعض 
الاشياء الرائعه غمز لي وادارني لا ارى فوقعت عيناي على الدمى وقد كنت تعلقت بدب صغير بني اللون في مطار مغادرتنا 
من الرياض فوعدني اني ساحصل على واحد حال وصولنا لانه لا يملك الوقت لصرف المال الان وعلينا المغادره الى الطائره 
ابتسمت فانزلني ذهبت مسرعه وانا التفت اليه برهه والى الطريق برهه اخرى... ولاكني لم ابتاع الدميه ... وجدتني 
اتجه الى حقيبه يد صغيره زهريه اللون ونظاره شمسيه بذات اللون ذات اطار من القلوب وعلبه صغيره من مستحضر التجميل 
للاطفال ..!! لا اعلم لم تملكتني رغبه لحظتها بان اكون كبيره بان اتصرف كانثى ناضجه واقتني اشياء البالغين ..هل لانه يعاملني كذالك
هل لانه يشعرني دائما باني عقل ناضج بداخل ملامح طفله ..! هل لانه يرفع مستوى كلماته ويرني افكار الكبار وطرقهم ..!
 لا اعلم...حقا ..!  لطالما تمنيت ان العب تحت المطر ان اعبث باشياء امي فتوبخني 
لطالما تمنيت ان اكون طفله مجرد طفله يهمها اللعب والعبث وتمتلئ بالامبالاه لكني لم اكن كذالك ابدا ...

خرجنا من المطار وسياره الاجره تنتظرنا كنت امشي بتباهي وانا ارتدي نظارات تشبه نظارات مادونا واضع حقيبتي 
الممتلئه بزجاجه عطر صغيره واحمر شفاه وردي ومرآه باربي الزهريه والكثير من الحلوى ...
تقدمني والدي ليفتح لي باب الاجره وهو مبتسم ويقول اركبي ياحلوتي  ....

تحركت السياره وانا اتامل كل هؤلاء البشر المختلفين عنا بالبشره واللغه واسلوب اللباس وكل تلك الاشياء الجديده حتى على 
مخيلتي كانت عيناي مسمره على النافذه اراقب والاحظ كل تلك الاشياء الغريبه واتسائل اين انا ماهذه المدينه التي لاتشبه شيء
مما تركته خلفي الا درجه الحراره المرتفعه والغبار الذي يعلو السماء 
كان السائق يتحدث ولم افهم معظم كلامه و والدي يحدثه تاره بشيء افهمه وتاره بلهجه السائق تودد منه وتلطف في الحديث 
كان يتحدث عن المدينه بشكل جميل ويصفها بطريقه طريفه اذناي كانت بالمركبه وعيناي وروحي تطوف في المدينه 
الوان اللباس كان زاهي جدا بطريقه ملفته لم اكن احبذ الالوان الزاهيه والصارخه واثار استهجاني طريقه لباسهم وتلك الالوان
التي اعتقدت بانها مبالغ فيها وتشوه الشخص لا تجمله ولكن بعدها علمت ان السبب في اختيار تلك الالوان لا التجمل بل
من اجل تخفيف حده الشمس الحارقه وحراره الاجواء المرتفعه لطالما كان الانسان يملك فطره في التعامل مع الطبيعه 
والتكيف مع الطقس والمناخ بشكل فطري غير قابل للادراك فطريقه لباسهم لم تكن بناء على اسس علميه وحقائق بيلوجيه 
انما عادات وتقاليد اتبعت منذ القدم العقل الجمعي للمجتمع يقود الى نفس فكره العقل الكوني الواعي في الحياه  الذي يوجد في كل الكائنات 
وليس فقط في الانسان بل حتى الجمادات وانها جميعا تسير وفق تاثير عقل كوني كبير يجعلها متجانسه 
يقول العالم البيولوجي "جيمس لوفلوك" ، في نظريته الغريبة التي سماها "غايا" Gaia :
" الكرة الأرضية هي عبارة عن نظام بايولوجي كامل متكامل يدخل في تركيبته جميع الكائنات الحية والجامدة على السواء ، لكنها تبدو ككيان واعي يتصرّف بطريقة عاقلة تجاه الظروف والأحوال المختلفة " .
و قد أورد الكثير من الحقائق التي تثبت هذه الفكرة ، كالحقيقة التي تتجلىبظاهرة استقرار درجة حرارة الأرض رغم الارتفاع المضطرد لدرجة حرارة الشمس !
فقد اكتشف خلال دراساته المتعدّدة (مستخدماً حسابات كمبيوترية دقيقة) ، السبب وراء هذه الظاهرة العجيبة .
فجميعنا نعلم أن الألوان الفاتحة تكون أكثر برودة من الألوان القاتمة ، لأنها تقوم بعكس الضوء الذي تتعرّض له ، بينما اللون القاتم يقوم بامتصاصه مما يؤدي إلى ارتفاع في درجة الحرارة .
يقول "لوفلوك" أن الكرة الأرضية تعمل بنفس المبدأ تلقائيّاً ! فعندما تتعرّض لموجات شمسية ذات حرارة زائدة عن المعدّل ، يصبح لونها فاتح أكثر ، و عندما ينقص معدّل الحرارة ، يصبح لونها غامق !
فقد اكتشف "لوفلوك" أنه خلال السنوات التي ترتفع فيها الحرارة التي تتعرض لها الأرض , تزداد أعداد الزهور البيضاء بينما تنخفض أعداد الزهور القاتمة . و كذلك الحيوانات ، كالحمام والأرانب و الكلاب و الخيول وغيرها ، حيث تزيد أعداد الكائنات التي تحمل اللون الفاتح بينما تقل أعداد التي تحمل اللون القاتم ، و حتى أوراق النباتات تصبح أكثر فتوحة ! أي أن البياض يتغلّب على السواد في الطبيعة جمعاء ! . و إذا نظرت إلى الأرض بشكل شامل ، سوف تلاحظ هذا التغيير بوضوح ! . 
متى نتوقف عن التصرف باننا كائنات منفرده منعزله عن الكون باننا اسمى بالتفكير واتخاذ القرار
متى يختفي ذالك الغرور الانساني والكبر المقيت باننا افضل ... 
ان الاوان ان نكون جزء من منظومه الحياه الواحده ان نشارك بوعي في التاثير بايجابيه ومسؤوليه تجاه
معيشتنا وامور حياتنا يجب ان ندرك ان قراراتنا اليوميه الصغيره تاثر في الكون الكبير شئنا ام ابينا 
ينبغي ان نقترب من الارض ونرخي اسماعنا ان نصمت ونتامل في جمال الكون وبديع ماصنع الخالق 
ان نرفع مستوى احساسنا ونرهف مشاعرنا بوعي اكبر ونقول بكل تواضع الحمد لله 
الحمد لله كانت اكثر الكلمات التي شعرت بها حين عشت تلك الفتره البسيطه في السودان 
الفقر الاحتياج والفاقه التي ضربت معظم البلاد اشعرتني باني كنت في الجنه وذهبت الى الجحيم 
العوائل التي تتقاسم المنازل حتى وان لم تجمعهم قرابه فقط ليكون لهم سقف ياويهم 
المدارس الحكوميه التي كانت تقسم دوامها الى صباحي للاولاد ومسائي للفتيات لعدم وجود المباني الكافيه
تجعلني اشعر بالغبطه واقول الحمد لله يقينا وعلما ....

تفاصيل كثيره عن ايام الجحيم سوف اسردها 
في التتمه القادمه ... قد اسرفت في الحديث اليوم واسهبت  

لنا لقاء .. كونو بالقرب يارفاق 

هلاهل 





السبت، 15 ديسمبر 2012

السفاري 1

السفاااري .....

الشمس والقمر القريبان البعيدان الزوجان الذي لايلتقيان والرمزان الملهمان للحب والحيره
مختلفان عن بعضهما كل الاختلاف ومع ذالك هما مكملان لبعضهما لدرجه الكمال الباهر
 هما جزء من كل واكتمال للكل من الكل
لاوجود للوجود بدونهما ولا اكتمال لمنظومه الحياه الطبيعيه بدون اختلافهما ...
والزواج في مجتمعنا الشرقي يشبهما تماما في كثير من الحالات
ذكر وانثى قريبان لبعضهما بعيدان عن بعضهما زوجان لا يلتقيان فكريا ولا روحيا ولا عاطفيا
مختلفان عن بعض كل الاختلاف ومع ذالك مكملان لبعضهما لدرجه تكفي لانشاء وجود اسري
واكتمال لما يفترض بان يكون حياه طبيعيه ....الرمزان الابديان للحرب والحيره...
مازلنا نعاني من الاسر التي تمارس الثبات الاسري المجتمعي المصابه  بالتشتت والتمزق العاطفي العائلي الشنيع
نعاني النفاق الاجتماعي بداخل اسرنا بداخل منزل المفترض بان يكون سكن وراحه
لا صراع لفرض السيطره والتحكم وسن قانون الرئيس من المرؤوس وكما هي حال اغلب المنازل 
كان منزلنا ينعم بصراع لانهائي من اول نقطه في طريقه التربيه حتى اخر نقطه في طريقه اللباس 
لم تشفع جينات والداي لهما بانهم اقرباء وابناء عمومه ولم تقرب ارواحهم قيد انمله 

والداتي جميلتي زهره اللوتس التي ازهرت في 25 عام في عمري حتى في اشد الاوقات الماطره الضحله
كانت مازالت تستطيع ان تزهر وتسعد الناظر الى فتنتها الاخذه الاخذه في الازدياد كلما تقدمت في العمر 
ابنه القريه الطيبه المحبه للخير من تقاسم جميع من حولها كل ماتملك استحقو ام لا كان لجميع اخواتها
واقاربها وحتى جارتها نصيب منها ومن اسرارها بل لعله نصيب اكبر مما ينبغي ...!
نظرا لتربيتها في بيئه بسيطه فطريه وبريئه تربت على العمل الجاد والدئوب الدين الصافي الطاهر
محبه للعلم والعلماء شغوفه بالقراءه ..سابقا ..مؤمنه بالطب وتميل لطب الاخضر البديل 
مثقفه بالقدر الكافي الذي يميزها عن قريناتها ...وكم احبها 

اما والدي نصف فؤادي وملهمي الاول كان  يعشق السفر كطائر حر قد جاب الارض شوقا وحبا شرقا وغربا متفتح ذا خيال واسع
متقبل لكل جديد وغريب بل حتى شاذ ايضا  يؤمن بنفسه اكثر من ايمانه باي شيء اخر .. ثقته بنفسه عاليه 
يؤمن بالعين ولايؤمن بالرقاه الشرعيين ولا شيوخ اللحى كما يحب ان يسميهم ..!!

حين اشتد بي المرض وعاودني مرارا وتكرارا حتى اصبح ملازم لي واصبح يؤثر على دراستي وغيابي المتكرر 
فضل ابي البحث عن علاج جذري فما كان منه الا ان قرر ان يصطحبني الى معالج خارج البلد ليس بطبيب ولا قارئ
....!! 
شخص كان يدعي ان لديه من العلم المنزل مالم يحط به احد وانه يعرف الخبايا من النظر الى عيني الشخص فقط 
ذهبنا الى سيد زمانه وقارئ الاعين بكل الوانه ..ذهبنا الى السودان 
رحلتي الى بلاد السفاري لم تكن عاديه ولم تخلف اثر عادي في نفسي بل انها اكثر لحظات طفولتي التصاق بذاكرتي حتى الان 
في هذه الرحله تعرفت على الحياه الاستقراطيه وكيف يجعلك المال عبد للحياه يذلك بان تسعى في طلبه دائما
خوفا من فقده تسهر على جمعه وتحرص على بقائه بامان  تعلمت كيف يصنع منك الفقر انسان فاارغ كبالون كبير منتفخ كبير بغير فائده يخدعك بان يظهرك بمظهر 
الرب المحسن لمن حوله واحسانك هذا ليس الا طريقه اخرى لاستعبادك لبقائك خادم للمال وجامع له 
لا يوجد سيد على المال الا من ادرك ان قيمته في انفاقه ليس في جمعه واستثماره قيمته في زرع الابتسامه وتخفيف وجع 
من هم اقل منك لا في اظهار افضليتك عليهم وبذل المال للحصول على الامتنان منهم والبقاء في أسر فضلك ومالك 
وطلب رضاك بالامتداح واحيان كثيره بوضعك بغير موضعك واجلالك وانت لاتستحق 
نعم المال يجعل منك طاغيه ولاكن من يجعل منك فرعون هو ذل الناس وخنوعهم لك لانك رب المال.
 فقط نحتاج ان نستوعب 
ان مقياس الغنى والفقر الذي تمشي عليه الايام في دنيانا  هو ميزان مثقوب او ميزان ذا كفه واحده 
فالغني المتبجح بماله كالفقير المتذلل بسبب حاجته كلاهما مثيران لشفقه وكلاهما بائسان يعيشون حياه مرهقه جدا 
كلاهما يسيئان الادب مع الله فالغني المغتر ماهو الا خادم لهذا المال مؤتمن عليه ماهو في الحقيقه الا قناه اختاره الله لينفق المال ويوزعه 
لا ليجمعه ويكدسه ان تكون غني اعظم اختبار وابتلاء من ان تكون فقير لان السيطره على الشهوات وكبتها مع القدره على 
الحصول عليها اقسى واثقل على النفس حين لاتكون تملك شيئا ينبغي ان ندرك ان الكون يسير وفق سمفونيه بالغه التناغم 
ان حبست مال الله الذي اعطاك ومنعته عن الناس حبس الله عنك الراحه والسعاده بل حتى الصحه والبنون الصالحين 
بامكانك ان تتجبر تطغى وتبطش وتسرق ولاكن كل دينار تسرقه يسرق منك فرح قدر لك بيوم فاختر ماتشاء وهذا المبدا موجود في كل الديانات القديمه والحديثه بل حتى من لادين له يعلم ان هناك قانون يدعى الكارما ...
وفي ديننا نعلم من كسب حسنه فلنفسه ومن كسب سيئه فعليها وكما تدين تدان .

للحكايه تتمه وروايه ....

فابقو بالقرب يا رفاق





الخميس، 13 ديسمبر 2012

الظلمة الاولى

الظلمة الاولى ...

لعل اصعب المراحل التي ترسخ فيها العادات والطباع والتكوين الاساسي لشخصيه هي مرحله الطفولة تماما مثل الاساس الاول 
لتكوين الجنين والذي على اساسه يترتب عليه انسان صحيح الجسد متعافي البدن يعيش حياه طبيعيه او انسان معاق او مصاب 
بتشوه او خلل تكويني سياثر على باقي ايام حياته وفي الغالب تكون بالسلب 
في اوائل مراحل حياتنا نكون اجهزه ناسخه لكل ما حولنا كالحاسب تماما اي برنامج يوضع يتم حفظه واستخدامه بدون 
تحليل او تفسير فقط يحمل بداخلنا ويتم عمله بشكل الي وسلس وعلى كبر اهميه تلك المرحلة وخطورتها 
مازلت تعني لنا كمجتمع عربي فتره الدلال الكبرى و الراحه  لطفل لا التربية وغرس القيم وبدايه تكوين هذه النفس 
المفترض بان تكبر لتصبح انسان...

تعلقي بتلك الفترة كبير لانها اثرت في تكوين شخصيتي لفتره طويله وسببت لي عطب في زوايا روحي لم استطع التخلص منه الا بعد تعب كنت الفتاه الثالثة في الولادة الوسطى من البنات للاسرة اتيت بعد الابن الاول الذي استأثر باهتمام والدي فتره طويله بالرغم من الفتره القصيرة بين ولادتي و ولادته ولاكن كمجتمع شرقي يقدس الذكور كان ياخذ الاهتمام الاعظم لم اشعر يوما بان تربيت على يد والدي 
ولا اتذكر ان احدهم قام بتدريسي او متابعتي ربما لانني كنت احب المدرسة واقدسها وانكب على دروسي بدون سؤال او طلب 
او ربما لان اخي الاكبر كان شديد الكسل غير راغب بالمدرسة ابدا وكان جهد والداي عظيم من اجل مستقبله الدراسي 
ذالك جعل مني عصاميه اعتمد على نفسي في كل اموري حتى مشاكلي لم اكن اقاسمها احد ,انطوائيه الاكثر هدوئا والاكثر صمتا 
منعزله عن اسرتي تماما كنت مختلفه واحيانا اصبح متمرده كان والداي يحباني كثيرا لاني اقل اطفالهم مشاكل واكثرهم انضباط وهدوء و مسالمه لم تكن لي طفوله مثيره غير الامراض الكثيرة المتلاحقة ,اعتقد ان ذاتي كانت ترفض الاهمال حتى وان كان العذر باني الطفلة الجيدة المتقنة لكل شي المتميزة التي لا تحتاج تقويم او متابعه  كنت اشعر باني غير مرغوبه ولم اكن اتحدث ولا اشتكي بل اثرت الصمت ولاكن روحي المتالمه
كانت تتحدث بان اصابتني بمشاكل صحيه جسديه كثيره كنت كثيرا ما اقضي معظم ايامي في المشفى  بين التحاليل و الادويه والاشاعات 
كنت استجدي العاطفة والحنان بطريقه اخرى لم اتعمد المرض ولاكني وجدت ان روحي الجائعه للحب تفعل الاعاجيب من اجل الحصول عليه حتى وان كانت بالطريقة الاقسى... استطاعت تلك الروح المتسولة البائسة الحصول على ما تريد بتلك الطريقة البشعة المرهقة للجميع ..

لعل حديثي عن مرضي ليس بممتع بقدر طريقه اسرتي الممتعة لمعالجه ذالك المرض ... والدتي تؤمن بالطب و والدي يؤمن بالعين 
ولعلكم تخيلتم عدم التوافق الكبير بطريقه العلاج ..
كنت فتاه صغيره ممتلئه شديده البياض طويله الشعر وكان اهتمام والدتي بمراقبتي وابعادي عن الصبيه اكثر من اهتمامها بتحصيني اعتقد فكم من التعليمات والاوامر والنواهي كانت تنهال على اذني قبل الذهاب الى اي مناسبه وكم من التحقيقات والاسئلة المغلظة 
كانت تقتلني بعد العوده الى المنزل 
زرع في داخلي اني بمجرد كوني فتاه فانا مرغوبه من قبل الجميع وان الجميع سيحاول تذوقي ان لم يكن باللمس فهو بالنظر 
كنت اهاب اللعب واكتفي بالمراقبة كنت اتخوف ان اقترب مني احد او حادثني او حتى اقترب مني واعتقد ان الاوامر لطفل بدون تبرير او ترهيب الطفل وتخويفه بمسمى اخر تجعله يقدم على تلك الاشياء ..احيانا ..!

كان والدي يؤمن باني جوهرته النادره التي سيتهافت الجميع على سرقتها منه كان يدللني كثيرا وكان يكبرني بان يحدثني عن احلامه وخيالاته وحتى سفراته ويشركني فكره ومشاريعه 
تلك الاحاديث اول خيط لي لدخولي عالم ال لا مستحيل وان كل شي ممكن وان الكون شيء غامض متحول غير باقي وغير زائل ..!


....
للحديث بقيه 



كونو بالقرب يا رفاق 

هلاهل 





الأربعاء، 12 ديسمبر 2012

لماذا الان



هنا اسجل لكم انتفاضه في حياتي الشخصيه ونقطه فاصله في المنتصف بين 25 عام انصرمت واعوام قادمه,باذن الله, مختلفه كليا هنا اكتب لكم
انفجار وعي الفكري والعقلي ونموي وازدهاري المعرفي .
شكلت دراستي للفكر والفلسفه نقله عقليه كبيره لي وتطور واضح في منهجي الفكري وذالك حين بدات ادرس الفكر والفلسفه كمنهج منظم وكطالبه في معهد مفكر للمفكرين العرب باشراف عدد من افضل المفكرين والعلماء والفلاسفه العرب المعاصرين وقد كنت محظوظه بلاشك بان انتسبت لمثل ذالك العالم من المعرفه والتفتح .

ماتجدونه هنا هو اقرب لحديث نفس واجابات لاسئله شخصيه حيرتني زمنا هو ليس مرجع او مرشد لاحد وانا اكتب لكم وانا مازلت في
أ-ب فكر الحياه ووعيها اعتبره سيره ذاتيه وشاهد حي على ولاده  انا جديده لي وحياه جديده ....
هنا اكتب ماقرات ماتعلمت ماطبقت وراي الشخصي عنه وكيف استفدت منه هنا اجمع المعلومات التي احتاج لتصميم وتنفيذ شخصيه جديده لي كما اريدها لا كما فرضتها علي الظروف والبيئه والتربيه والمجتمع والتعليم

انا هنا افض بكاره جهلي ,امام الجميع,واعلن باني قبلت بالعلم زوجا لي على منهاج رب العباد وسنه خير العباد
سوف تعيشون معي وترون حياتي الزوجيه جهارا نهارا بلا أبواب ولا ستر مغلقه بشفافيه ووضوح .

سوف تقسم المدونه لعلوم الوعي الجديد مثل فيزياء الكم ,النيه,الوعي ,العقل الباطن,علوم المتيفيزقياء والطاقه
ايضا سنعرج على الفلسفه من عصر اليونان حتى فلاسفه العصر الحديث لما لها من علاقه وثيقه بالفيزياء الكميه وماذكر انفا
ايضا سيكون لنا نصيب في الديانات السماويه والقديمه المنصرمه والوثنيه دراسه تحليليه لفهم الانسان لا نقديه
قسم ل البيبليوثيرابي او مايسمى بالتداوي بالقراءه وفيه استعرض قرائتي للكتب ونبذه عنها
وستضم قسم باسم #تمتمات خلجات نفسي الشعريه والانسانيه وبعض المواقف والذكريات


ستكون التدوينات يوميه ورصد شبه لحظي لحياتي ...


فا اهلا بكم





من اماني ...

بعض مني ...


انا وعي يحاول ان يكون انسان ..طموحه ..حالمه ..شجاعه بما يكفي لاطرح الاسئله
وصادقه بما يكفي ل اعلن الاجوبه لتلك الاسئله ..باحثه عن الحقيقه ان كان هناك
شيء حقيقي ..!
متجرده لا اتشبث بقناعات ولا عادات ولا اعتقادات مؤبده .. فكري متجدد
اؤمن بان من لا يتطور يتدهور ..اعشق القراءه ..متعدده الهوايات ..قليله المهارات:(
فتاه يتيمة.. لاب يتيم مازال على قيد الحياه ..! وام عظيمه جدا يطهر الماء من طهرها
توقفت عن احتساب عمري والاحتفال بعيد ميلادي حين ادركت ان الزمن عرضي وليس طولي
وانه غير محدود ولا يملك اسماء وان لدي روح لاتشيخ وعقل لايحده الزمن ..

خرجت من رحم امي ومن الظلمات الثلاث ...لا ادخل رحم الحياه واعايش كرباتها الثلاث
حياتي هاهنا ماهي الا ولاده اخرى او لنقول ولاده حقيقه لحياتي الحقيقه القادمه
لذالك انا حريصه على تغذيتي جيدا وحريصه على نموي بنحو جيد خالي من العاهات
والمشكلات لاواجه حياه قادمه بسعاده ابديه ...

حين ولدت وجدت اسما ولقب ينتظرني
واصبحت ادعى ب اماني القحطاني  كان اسم ولقب لم اختاره ولم اشائه وهو بسيط
بالنسبه لروح لم تعرف ولم تعترف بحدود المكان ولا الزمان روح ادركت انها اكبر
واوسع من ذالك الجسد الذي يحيطها ادركت انها ليست جسد مادي وليست انسان
بل روح في هيكل انسان ..

انا هنا اكتب لكم بدون قواعد كتابه ولا اصول في البلاغه و بدون حتى المنطق
هنا انثر كلماتي بدون ان تنضج او تقنن في عرف احد او تحت مبادئه لم يربني احد
فوالداي كانا مشغولين جدا بتربيه بعظهم البعض عن تربيتي ولاكني نشات على يدي ام بديله قاسيه
لم تكن حنونه يوما وعلمتني الكثير  وفاجتني باكثر مما كنت انتظر هي الحياه ..
انا هنا لا افرض رايا على احد انما اكتب بعضي واترك لمن خلفي اثري
وكل ما ارجوه ان يكون اثر ذا عبر وفائده لا كلمات زائده

هنا اترك لكم تمتات نفسي وافكارها بكل ماتقرا وترا وتشعر بعفويتها وبساطتها
وشغفها الا متناهي
لن اعدكم بمتعه ولا نزهه ولا ضحكه ولاكن اعدكم بدهشه المعرفه وسنتخبر عوالم جديده لم تطرقوها من قبل ..وعلوم تاسر الالباب فقط احسنو النيه وكونو اطفال سذج في طرح الاسئله وتلقي المعلومه ..رجال ناضجين في البحث عن اجوبه والتحقق منها

واعدكم  باني ساراعي امانه الحرف والفكره في كل ما اكتب او انقل وانتظر منكم المثل ...


هلاهل ..

بدايه البدايه

اهلا...

بسم الكريم الرحيم منزل الكتاب الحكيم النور للقلوب المبصر للابصار والسلام على نبيه الهادي المهدي الى يوم الدين ..وبعد

اول السطر ....
كانت فكره انشاء مدونه خاصه بي تطوقني منذ سنين ولم اقدم على تلك الخطوه البسيطة طول تلك السنين ولا اعلم لماذا
بالرغم من حبي الشديد للكتابه ورغبتي الكبيرة بامتلاك مدونه خاصه و حاضنه لبنات افكاري ولاكن لم افعل ...
ولعل الحب والرغبة وحدها لا تكفي ان لم يجد العزيمة والاصرار الصادق 
وبما ان هذا اليوم بهذا التاريخ مميز جدا فقد اثارت ان ترى النور هذه المدونة وتظهر للحياه في يوم اتذكره الى الابد 
واملي بان يتذكره كل انسان يمر من هنا 
اليوم الاربعاء 12\12\2012  وانا واثقه انها بدايه خير وبركه اشعر بالحماس 
وطاقه حب وسلام و تفائل تغمرني  اتمنى ان تكون لحروفي وقع جميل في انفسكم
وان يبقى عبقكم كثيرا بعد المغادرة ^_^ 

هلاهل