الخميس، 22 مايو 2014

اوهن من عش العنكبوت (4)

اهلا ..



حين نريد ان نتحدث عن الحريه لا يسعنا ان نغفل عن تاريخ العبوديه في الامم السابقه والفانيه وتاريخها المشين في الاستعباد
ولكن السؤال الذهبي متى بدات العبوديه ولماذا  ؟ هل خلق الناس احرار وعبيد من بطون امهاتهم ام ان المجتمع هو من قسم تلك الطبقات التي لم  ينزل الله بها من سلطان ام السياسه وظروف الحرب ؟اذا اردنا ان نفهم الحريه ينبغي ان نجيب عن هذه الاسئله
متى بدات العبوديه ؟
ولماذا ؟
وكيف ؟
معا نعود للحقبه الزمينه الاولى للبشر على هذا الكوكب للانسان البدائي او الهمجي وفقا لتاريخ وما يخبرنا به فان تاريخ العبوديه بدا تحديدا عندما تحول الانسان من الاعتماد على الصيد الى الزراعه المنظمه اي حين توقف الانسان عن أكل اخيه الانسان !!
 اختفت الشيوعيه البدائيه حين نهض الانسان الى مانطلق عليه الحضاره   وقد كان نظام التجاره ثوره في ذاك الحين كثوره الانترنت في عصرنا الحالي كما قال القديس كريسوستم ان لفظتي ملكي وملكك تخمدان في قلوبنا شعله الاحسان وتشعلان نار الجشع اذن نتسطيع ان نقول بان العبوديه ظهرت مع اول بودار للفرديه ومعنى التملك وحين ادرك الانسان بان اسيره حي انفع له مما هو ميت فقلت المجازر وقل اكل الناس لحوم بعضهم البعض وازداد نظام الرق اتساعا و تقدم الانسان القديم من حيث الاخلاق تقدما عظيما حين اقلع عن قتل اخيه الانسان او اكله واكتفى من اعدائه استعبادهم
ولما برهن نظام الرقيق على نفعه وفائدته للاخر اخذ يزداد نطاقه وتتوسع دائرته فلم تعد يقتصر العبيد على الاسرى بل توسع ليشمل طوائف اخرى فاصبح كل مديون لا يوفي دينه و المجرم المتكرر الاخطاء عبيد
بالاضافه الى انهم اصبحو يشنون حملات لاستجلاب الرقيق وكهذا نستوضح ان سبب ظهور الرقيق كان الحروب والاسرى الذي يحصلون عليهم ثم تطور الامر واصبح الاستعباد سبب اساسي في شن الحروب على الاقاليم الاخرى واخضاعها وجلب الرقيق

كان الرق في ذروته الاولى في مصر القديمه واليونان والامبراطوريه الرومانيه
ولكن الرق في اليونان لم يكن قاسيا كما كان في مصر حيث ان الرقيق في اليونان يمكنهم شراء حريتهم بقليل من المال بينما كان العبيد في مصر ملكا لدوله ايضا ويعاملون معامله قاسيه ويقيدون بالسلاسل الى بعضهم البعض ويضربون بالسياط ويقتل العبد مع سيده ويوضع معه بالقبر لكي يخدمه في الاخره!! وقد شربت مصر من دماء العبيد مايكفي لجريان نيل جديد
وقد استغرب العديد من المؤرخين عدم قيام ثوره للعبيد في عصر الفراعنه رغم العنف الذي كانو يتلقونه واوعز المؤرخين ذالك بان الحاكم كان يقوم بدور  الاله ومن يجروؤ على عصيان اله .


ظاهره الاستعباد والرقيق صنعت الطغاه الذي مازالت كتب الاقدمين تصرخ بهم
فمن اشهر طغاه الشرق دينسويس الاول كان شاعرا وكاتب  تراجيديا فيروى انه طلب راي الشاعر فيلكسنوس  في شعره فاجاب انه غث لا قيمه له حكم عليه بالاشغال الشاقه مدى الحياه في المحاجر !!
والحقيقه انه اثناء حكم اي طاغيه لبد ما فان الشعب بالكامل يصبح في حكم العبيد لانهم يسلبون الاراء والقرارات وحتى التفكير فكان الطغاه يحيطون ملكهم بالكتاب والشعراء والفلاسفه وكانهم يفرضون عليهم
نوع الافكار والحكايات التي يجب ان تروى لينالو الشهره ويبقى صيتهم ابد الابدين فجيلون Gelon طاغية صقلية
كان راعيا للفنون والآداب 9 كما كان راعيا للشاعر بندار ٥١٨ ق.
م) أعظم الشعراء الغنائي عند اليونان. وكان طاغية أثينا بيزستراتوس( ١٢ )
 هو الذي أسس احتفالات ديونسيوس التي مهدت الطريق
أمام التراجيديا الأثينية-وهو الذي قدم للبشر النص نقح من هوميروس وقد كان هؤلاء الشعراء والمفكرين مسرورين بالقيام بدورهم هذا حتى اذا ما انقضى عهد ذالك الطاغيه وتوفي او قتل او خلع وان كانت بالنادر الحدوث قامو عليه وهدمو صيته بنفس المعاول التي بنوه بها وما اشبهه اليوم بالبارحه يا اصدقاء ؟!!!
وحين يتبنى احد مبادئه الخاصه ولا ينعق ببوق الطاغيه وان كان شاعر مشهور او فيلسوف يتم ازاحته كما حدث مع افلاطون وقصته الشهيره مع ديون صهر الطاغيه دينسويس حين اثر في الطاغيه الشاب واسطاع تغيير توجهاته وقد اثر افلاطون الخير على الترف والراحه ولم يداهن ويلعق الاقدام فغضب ملك ايطاليا دينسويس كما اثار حنق حاشيته ايضا و اضمرو له القتل فساعده ديون على الخروج سالما على مركب كانت تحمل سفير اسبرطه الذي وكله الطاغيه بقتل افلاطون او بيعه كعبد !! وهو من هو  بمكانته الفكريه   وتنشئته الاستقراطيه وعلو منزلته في مجتمعه فاثر السفير بيعه حفاظ على روحه وباعه فعلا في أيجينا واعد من طلاب افلاطون من يشتريه  »واشتراه
اينقورس القورينائي بثلاثمائة درهم وأعاده إلى أثينا.. !

وليس تاريخنا الاسلامي باجمل فجميعنا يعرف القصه المشهوره للمعتمد ابن عباد احد اشهر ملوك الطوائف وبيع بناته جواري بعد ان كانو بنات ملك فخر وكبرياء ودلال ذاع صيته بل لعله ما اهلكه وشرد مكله واورده السجن ذليلا بعد ان كان صاحب  اشهر قصص البذخ في العصر الاندلسي التي مازالت تروى حتى الان
فقد بلغ فيه حب زوجته الرملكيه ان زرع لها اشجار اللوز على جبل قرطبه حتى اذا ما اشرقت الشمس انارت كانها ثلج في الافق ذالك لان اعتماد تمنت ان ترى كيف يكون الثلج !!
وان كانت قصه يوم الطين اشهر من هذه بكثير .

والشاهد ان الحريه مكتسبه حسب الظروف السياسيه والاجتماعيه بل والدينيه ومتصارع عليه بين منتزع للحريات ومطالبين بها بين افراط وتفريط وان كان الاستعباد احد اوجه تاريخ البشريه المظلم فانه ليس اوحدها للاسف
مر الاستعباد بمراحل كثيره ونمو مضطرد على مر العصور فالعصر الذهبي ثم العصر الفضي ثم العصر البرونزي او النحاسي الذي عرف بحكم الأوليجاركية والتي شملت دولتين بداخل كل دوله فدوله للفقراء ودوله للاغنياء لا بل الاثرياء ثم العصر الحديدي واسوء فترات التاريخ وانحطاط نفوس الناس  .


في العصور الوسطى ومع دولت الايام بدات تتحسن احوال الرقيق وظهر شكل جديد من اشكال الاستعباد يسمى القنانه وكان موجود في العصور الوسطى والفرق بينه وبين ماساد في العصور القديمه ان الاسياد لم يكونو يملكون الاقنان عبيدهم في معظم الحالات يعمل العبد في اراضي امراءهم وفي المقابل تقدم لهم الحمايه واذا كانو شديدن الولاء لامراءهم اثناء الحرب فانه يمنحهم جزء من اراضيه




وفي حوالي 1400 بالميلاد بدا الرق يلعب دور كبيرا في اوروبا في منتصف القرن الخامس عشر اكتشف الملاحيين البرتغاليين ساحل افريقيا فاصبحو يحضرون الالاف العبيد من افريقيا كل عام ويباعون في سوق الرقيق فسن البرتغاليين سنه خلفهم عليها باقي الدول .

وبدات تجاره الرقيق في المستعمرات الانجليزيه في امريكا في اوائل القرن السابع عشر وفي بادئ الامر كان العبيد يتحررون بعد خدمه اسيادهم 21 عام ولكن مع مرور الوقت قامو بتمرير قانون جديد جعلت الزنوج عبيدا عند اسيادهم مدى الحياه وبذالك انتعشت تجاره العبيد حتى القرن الثامن عشر
وفي ظهور الولايات المتحده وندائات الحياه الكريمه والحريه وكان العديد من الامريكين ضد تجاره الرقيق وتم الغاء تجاره الرقيق في الولايات الشماليه الا ان الولايات الجنوبيه كفرجينيا وفلوريدا والتي مررت امتلاك العبيد حتى الموت رفضت القرار ومع اصرار الشماليين ضد الاستعباد بصوره كبيره اعتقد الجنوبين ان السبيل الوحيد للحفاظ على حقهم في امتلاك العبيد هي بالخروج بعيدا عن الولايات المتحده وانفصلت فعلا بعض الولايات الجنوبيه مما ادى الى الحرب الاهليه بامريكا .

وتبع ذاك العديد من الحروب والعديد من الثورات ضد ظلم الاستعباد واستغلال الاخر واستغلال السلطه والخلط بين مفهوم السلطه والقوه .

 هل انتهى الاستعباد حقا ؟
هل البشريه تتمتع بالحريه حقا ؟
حريه القرن العشرين اين هي ؟!
الحرب العالميه !!
الحرب البارده !!
حرب الارهاب  ..
حرب الاعلام ..
اليبلراليه ..الديموقراطيه..الامبراليه



للحكايه وجه اخر ...
 









الأحد، 11 مايو 2014

اوهن من عش العنكبوت ( 3 )

اهلا ...

لا يوجد اكثر ايلاما لانسان يعتز بنسبه و تاريخه وجذوره و ماضي كان يفاخر به ويرفع راسه بين الامم
غرورا بعروبته ومجده السحيق ثم يقذف في رحم الحقيقه المره والتاريخ المزيف والاساطير و الاكاذيب الملفقه
على دينه عروه امره وعصبه راسه في هذه الدنيا وموطن فخره الحقيقي
تزوير وتشويه من اجل سلطه و حكم و استحواذ على دفه الحكم حين نريد ان نتحدث عن القضاء والقدر في الاسلام
والذي هو السبب الاول في ظهور الفرق الدينيه نحتاج ان ندرس الجانب التاريخي وسبب ظهور تلك الفرق
ومما يندى له الجبين ان ظهورها ليس جهلا او خروجا على الدين لمجرد الخروج بل اسباب سياسيه بحته !!
فما سرق باسم الدين حاولو ارجاعه باسم الدين ...!!
ورغم الاشاكليه التي تواجه اي بحث في تاريخنا الاسلامي خاصه في بداياته ان التدوين بدا في 143 للهجره وبالتحديد في عهد الخليفه ابي جعفر المنصور او الثوره الحقيقيه لتدوين العلوم ومايسمى امهات الكتب "تدوين الفقه والحديث والتفسير "  وقيل انها بدات عن طريق ترجمه علوم الاوائل بطلب من خالد بن يزيد بن معاويه بن ابي سفيان الذي توفي 84 للهجره حين استدعى مجموعه من اليونانين ممن كانو في الاسكندريه ومدرستها العلميه الشهيره وطلب منهم نقل بعض الكتب اليوناينه والقبطيه الى العربيه خاصه كتب الكيمياء  وما يعنينا انه ولمده قرن ونصف القرن كان الناس يرون العلم والاخبار من حفظهم ومن بعض الصحف الغير صحيحه وهنا الاشكال فقد تم دس الكثير من الاخبار الغير صحيحه واستخدامها في غرض سياسي بحت لاضفاء الشرعيه على العرش المغتصب من الامويين وقلب نظام الحكم من الشورى المنتخب الى الوراثه والثابت عن المؤرخين والباحثين المعاصرين ان اختلاق الاحاديث النبويه لدعم السلطه بدات مع معاويه بن ابي سفيان لدعم حكمه الوراثي (الجبري) وممن دعمه من علماء وكتاب عصره فقد كان يعاقب كل من يعارض ايدولوجيا جبريه القضاء والقدر حتى ان الحسن البصري قد امسك عن التحدث عن هذا الامر خشيه السلطان ومن هنا ياتي السؤال الذهبي هل العمليه التدوينيه بريئه من الانتقائيه ؟! هل نستطيع ان نركن لمصداقيه تلك الاخبار المنقوله شفهيا لقرن ونصف ؟؟ هل تمت عمليه التدوين على يد محايده مستقله او مفارقه لتيارات المختلفه المشار اليها ام ان هذه اليد كانت تمثل احدى تلك التيارات متورطه في المعترك السياسي والفقهي والفكري الذي استحوذ على ذالك العصر وذالك يبدو جليا في اسلوب النقد المتبع والرد على افكار تلك الفكره او الاخرى فجميعها داخليا تتخذ مواقف شخصيه قبل المواقف الفكريه وسيتضح لك ان التطبيل للحكام والمداهنه قديم بقدم القلم يا عزيزي القارئ فنحن نجد ابن حزم يقول ان فسق الحاكم وفجوره ليست كافيه لان يشق عصا الطاعه عليه رغم ماذكر في كتابه من فضائع مافعل يزيد بن معاويه من قتل الابرياء حين غزا المدينه و استباحه عرض الف عذراء !!!
كما ان يزيد بن عبد الملك بن مروان اتى باربيعن شيخا شهدو له بان ما على الحاكم من حساب ولا عقاب ؟!!
وهذا ما اسميه مسخ التاريخ ...

نعود فنقول اننا مجبرون على ماورد في كتب التاريخ رغم تحفظنا بالاسباب الانفه الذكر واصبح حال الباحثين في عصرنا اتخاذ اكثر روايه مكرره في الكتب واعتماد صدقها وعلى ذاك نورد هذه المعلومات التاريخيه رضي الله عن جميع صحابه الرسول وغفر لهم مابدا منهم ..


تعود بنا الاحداث وبدايه الاختلاف واشتقاق الفرق الفعلي  في حادثه صفين سنه 37 للهجره حين انشق معاويه بن ابي سفيان
عن حكم الراشدي علي بن ابي طالب وانفرد بالشام والعراق وجهز الجيوش ضد علي بن ابي طالب وجيشه وليس مقالنا ذكر الدوافع والاسباب ونقدها بل تحليل ما ترتب على تلك الفرقه وانقسام للفرق الدينيه فحين سئل معاويه عن تلك الوقائع وكيف يغزو حبيب رسول الله علي بن ابي طالب حينها اطلق معاويه مفهوم القضاء والقدر بالجبريه مبررا حربه في صفين بان خطب في الجموع وقال "وقد كان فيما قضاء الله ان ساقتنا المقادير الى هذه البقعه من الارض ولفت ببينا وبين اهل العراق فنحن من الله بمنظر وقد قال الله تعالى (ولو شاء الله ما اقتتلو ولكن الله يفعل مايريد ) كما فرض على الناس  البيعه لابنه يزيد وليا للعهد حيث كان يقول ان امر يزيد قضاء وقدر وليس للعباد خيره من امرهم وكان ذالك رده لسيده عائشه ام المؤمنين  حين حاججته في امر البيعه بل انه لم يتوانى عن تهديد عبدالله ابن عمر حين اعترض فاجابه "اني احذرك ان تشق عصا المسلمين وتسعى في تفريقه مثلهم وان تسفك دماءهم وان امر يزيد كان قضاء من القضاء وليس للعباد الخيره من امرهم "
ويذكر عن يزيد ابن معاويه حين تولى الحكم فخطب في الجموع "الحمد لله الذي ماشاء صنع وماشاء اعطى ومن شاء منع ومن شاء خفض ومن شاء رفع " وهنا نرى احد الاساليب السياسيه الحديثه ووضوح الرؤيه والشعار او العلامه المميزه للحمله الانتخابيه واشراك الشعب بها  كما يحدث في ايامنا الان فقد اصبحت عقيده لكل الخلفاء الامويين بل وعقيد لدوله الجديده وتم اعتمادها فلسفه حكم للامويين كرسها وعاظ االسلاطين وتم تجنيد الشعراء والخطباء "رجال الاعلام" وكل وسائل الاعلام المنتشره وتم خلع الالقاب التي تحمل معنى المضمون الجبري (خليفه الله في الارض -امين الله ) وتم ترسيخ الفكره وتعميمها بين الناس لقبول الحكم الاموي باعتباره من الله وان الانسان عموما ليس بيده شيء لانه لايملك دفع المقادير الالهيه .
 *سنفرد موضوع مستقل تحليل لحمله معاويه السياسيه واسباب نجاحها واستمرارها بناء على علوم السياسه الحديثه -دعايه الاستقطاب ودعايه الانتشار ودعايه الاحتجاج ودعايه الادماج ان شاء الله *

في اليد الاخرى كان علي بن ابي طالب كان يرفض فكره الجبريه واجابه الامام علي بما يؤكد ذالك بشكل حاسم حين قال :ولعلك تظن قضاء واجبا وقدرا محتما ولو كان ذالك لبطل الثواب والعقاب وسقط الوعد والوعيد ولما كانت تاتي لائمه لمذنب ولا محمده لمحسن ولا كان المحسن بثواب الاحسان اولى من المسيء ولا المسيء بعقوبه الذنب اولى من المحسن ان الله تعالى امر تخيرا ونهى تحذيرا .

ومن هنا ظهر لنا الفرق الطائفيه بين مغالي وموازان بين امر القضاء والقدر ومن مع الحكام ومن اعترض عليهم بنهج ديني واقامه الحجج بالبرهان و التاويل والجدال ومن هنا ظهر علم الكلام

فاصبح لدينا مذهبين اساسين في الافراط في معنى القضاء والقدر هما الاشاعره والمعتزله

المذهب الاشعري نسبه لابي الحسن علي بن اسماعيل الاشعري
 يتبنى وجه النظر الجبريه في القضاء والقدر كما قال معاويه وينفون اي اراده للانسان على افعاله ولا وجود لسطانه عليها فهم لا يلغون ارادته مباشره ولكنه مخلوق تابع لله تعالى يمشي وفق ما كتب له فقط ويستدلون بذالك بقوله تعالى (والله خلقكم وما تعملون ) الصافات
فليس للانسان دور في ايجاد العمل وابداعه وانما يقتصر دوره على كسب العمل فقط لايجاده وهو يحاول ان يجمع هنا بين اصلين هما التوحيد والعدل فهو يرى ان كل عمل للانسان هو مخلوق لله تعالى وليس للانسان دور في ايجاد العمل واحداثه
وهنا نظريه الكسب التي تقوم على مذهب الاشاعره وان كانت تكاد تكون حجه عليهم لا لهم .

وقد اختلفت كلمات الأشاعرة في توجيه وتفسير ( الكسب ). ومن أفضل من
حاول توجيه الكسب من متكّلمي الأشاعرة هو أبو بكر الباقلاني ، المتكلم المعروف.
وخلاصة رأي الباقلاني في تفسير ( الكسب ) : إ ّ ن لكل فعل جهتين : جهة الإيجاد
، وجهة الخصوصية والعنوان الذي جعله الله تعالى مناطًا للثواب والعقاب.
وهاتان جهتان مختلفتان ، ونسبة كل واحدة منهما تختلف عن نسبة الأخرى.
فالجهة الأولى : هي ( الإيجاد ) وتنتسب إلى الله تعالى ، ونسبة الإيجاد إلى غير الله
تعالى من الشرك بالله.
والجهة الثانية : هي العنوان الذي يكتسب به العبد الثواب أو العقاب نحو ( الصلاة
) و ( الصيام ) و ( الحج ) و ( الغيبة ) و ( الكذب ) ...
وكما لا يجوز نسبة الأولى إلى العبد ، لا يجوز نسبة الثانية إلى الله تعالى. وقدرة
الإنسان وإرادته تتعلقان بالثانية فقط دون الأولى ، وهي مناط الثواب والعقاب.
 وبتلك النظريه يرون انهم جمعو بين اصل التوحيد واصل العدل واصل الثواب والعقاب .

اما مذهب المعتزله والذي يرجح انه بدا على يد غيلان الدمشقي ثم اكتمل تصوره ومنهجه على يد واصل بن عطاء 
فهو يذهب الى فصل اراده الانسان بالكامل عن الله سبحانه وتعالى وان امر الله مفوض له بالعمل والجزاء من جنس العمل

فنفوا أن يكون الله خالقا لأفعال عباده، وقالوا: إن العباد هم الخالقون لأفعال أنفسهم إن خيرا وإن شرا، قال أبو محمد ابن حزم: " . وأوجبوا على الخالق سبحانه فعل الأصلح لعباده، قال الشهرستاني:" اتفقوا - أي المعتزلة - على أن الله تعالى لا يفعل إلا الصلاح والخير، ويجب من حيث الحكمة رعاية مصالح العباد وأما الأصلح واللطف ففي وجوبه عندهم خلاف وسموا هذا النمط عدلا "، وقالوا أيضا بأن العقل مستقل بالتحسين والتقبيح، فما حسنه العقل كان حسنا، وما قبحه كان قبيحا، وأوجبوا الثواب على فعل ما استحسنه العقل، والعقاب على فعل ما استقبحه.


ا ن القرآن ينفي مبدأ الحتمية (الجبريه) بالطريقة التي يطرحها الأشاعرة.
 وينفي مبدأ التفويض (حريه الاختيار واستقلال الانسان بسلوكه عن الله ) بالطريقة التي يقررها المعتزلة.
في النقطة الأولى يقرر مبدأ حرية الإرادة بشكل واضح ويقرر في النقطة الثانية مبدأ
عدم استقلال الفرد في الإرادة واتخاذ القرار.
وهاتان النقطتان لا تتناقضان وإنما تتكاملان ، ومنهما نكتشف مذهبًا ثالثًا لا هو
بالاتجاه الأول ، ولا هو بالاتجاه الثاني.

 مبدأ حرية الاختيار في القرآن:
يقرر القرآن أ و ً لا : مبدأ التكليف بشكل واضح وصريح ، ولا معنى للتكليف من
دون الاقرار بمبدأ الاختيار :
يقول تعالى : ( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ) اآل عمران

ويقرر القرآن ثانيًا : أ ّ ن الله تعالى لم يكّلف عباده إ ّ لا بعد أن منحهم العقل والوعي
والتمييز :
يقول تعالى : ( ألم نجعل له عينين * ولسانًا وشفتين * وهديناه النجدين ) البلد

ويقرر القرآن ثالثًا : أ ّ ن الله تعالى لا يكّلف عباده إ ّ لا بعد أن يتم عليهم الحجة
بالبلاغ وإرسال الأنبياء مبشرين ومنذرين :
 يقول تعالى : ( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا )

ويقرر القرآن رابعًا : أ ّ ن الله تعالى لا يكّلف عباده فيما لا يستطيعون ولا يكّلفهم
إلا بقدر وسعهم
يقول تعالى : ( لا يكّلف الله نفسًا إ ّ لا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت )
. البقرة

ولا يصح كل هذا التأكيد على أن التكليف من جانب الله لا يكون إلا بعد أن
يمنح الله عباده التمييز ، وبعد أن يبعث إليهم الأنبياء مبشرين ومنذرين ، ولا يكّلفهم فيما
لا يستطيعون ، لا يصح كل ذلك إ لا إذا كان التكليف يستتبع تقرير مبدأ حرية الاختيار.
وينسب القرآن خامسًا : الأعمال التي تصدر عن الإنسان إلى الإنسان نفسه، وإنها
ما كسبت وجنت يداه ، ولا يصح ذلك لولا أن الإنسان يختار بنفسه ما يفعل بإرادته ،
وليس هو موضعًا وظرفًا للفعل الصادر منه ، كما يقول القائلون بالجبر :
: يقول تعالى : ( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ) الشورى

ويقرر القرآن سادسًا : مبدأ ارتباط الإنسان بعمله ، وعودة العمل إلى الانسان ،
خيرًا كان أو شرًا. واعتبار الجزاء نحو من أنحاء عودة العمل إلى صاحبه وهو من الجزاء
التكويني الذي ن ّ ظمه الله تعالى في دورة الكون ، ولا يصح ذلك إ لا عندما يتحمل الإنسان
مسؤولية عمله ، والمسؤولية دائمًا تتبع حرية الاختيار
: ( قد جاءكم بصائر من ربكم فمن أبصر فلنفسه ومن عمي فعليها ) البقره


ويقرر القرآن سابعًا : مبدأ الجزاء في الدنيا قبل الآخرة. والجزاء دائمًا يتبع المسؤولية
، والمسؤولية تتبع حرية الاختيار :
يقول تعالى : ( وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدًا من كل
مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون ) النحل




كما ينفي القرآن بشكل قاطع الحريه التامه في سلوك الإنسان الفردي والاجتماعي ،
كذلك ينفي بشكل قطعي أيضًا استقلال الإنسان في سلوكه عن الله ، وتفويض أموره
وحركته إليه من جانب الله تعالى كما يقول المفوضة من المعتزلة ، وفيما يلي من
كتاب الله  آيات القرآن تنفي بشكل واضح مبدأ التفويض واستقلال
الإنسان في أفعاله من الله تعالى.

( ُقل لاأملك لنفسي ضرًا ولانفعًا إلا ماشاء الله ) يونس
 ( ولو نشاء لطمسنا على أعينهم )  يس
  ( ولو نشاء لمسخناهم على مكانتهم)


وهنا نجد في الايات جميعا تجمع بين اراده الانسان ومشيئه الله وانه دائما بين ذالك الامرين
فالعبد له اراده ومشيئه تحت امر الله ومشيئته فجميع الايات ان كانت الداله على الاختيار او عدم التفويض والاستقلال جميعها تذكر الله سبحانه وتعالى و الانسان واننا نندرج لا مخيرين ولا مسيرين ودخل الايمان بالقضاء والقدر خيره وشره في اركان الايمان ايمان غيبي يقيني فكما نحن نؤمن بالله سبحانه وتعالى وملائكته بدون ادراك عقلي لماهيه الخالق ولا كيفيه اعمال  الملائكه  واشكالهم فينبغي التسليم بالقضاء والقدر بدون علم تفصيلي لعمله وهي قدره الله الخاصه وعلمه وسره المكنون الذي خبئه عن العالمين حتى وقوعه ن الأفعال التي يحدثها الله تعالى في الكون تنقسم إلى قسمين :

القسم الأول : ما يجريه الله ـ تبارك وتعالى- من فعله في مخلوقاته فهذا لا اختيار لأحد فيه كإنزال المطر وإنبات الزرع والإحياء والإماتة والمرض والصحة وغير ذلك من الأمور الكثيرة التي تشاهد في مخلوقات الله تعالى وهذه بلا شك ليس لأحد فيه اختيار وليس لأحد فيها مشيئة وإنما المشيئة فيها لله الواحد القهار .

القسم الثاني: ما تفعله الخلائق كلها من ذوات الإرادة فهذه الأفعال تكون باختيار فاعليها وإرادتهم لان الله تعالى جعل ذلك إليهم قال الله تعالى :(لمن شاء منكم أن يستقيم ) (التكوير ) وقال تعالى(منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ) (آل عمران) وقال تعالى : ( فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) ( الكهف  ) والإنسان يعرف الفرق بين ما يقع منه باختياره وبين ما يقع منه باضطرار وإجبار فالإنسان ينزل من السطح بالسلم نزولاً اختيارياً يعرف انه مختار ولكنه يسقط هاوياً من السطح يعرف انه ليس مختاراً لذلك ويعرف الفرق بين الفعلين وأن الثاني إجبار والأول اختيار وكل إنسان يعرف ذلك .

اؤمن بان هناك منطقه عمياء لبعض الاسئله الدينيه والروحانيه والتي تقتضي الايمان بيقين والتسليم برضا فمهما بلغ معدل ذكاؤنا تبقى هناك اسئله لا يحتملها وعينا ولن يصل لحقيقتها ادراكنا مهما اعملنا العقل والتفكير لانها خارج قدراتنا البشريه واكبر من محدوديه حواسنا حتى بتلك الحاسه الخارقه التي تميز بني البشر وهي التخيل لن نستطيع ادراكها للاسف .وعندها نتوقف .

البحث في هذا الموضوع خاصه تاريخيا ذو شجون واعني بالتحديد مسئله الحريه والاراده 
ستكون محط تدوينتي القادمه  رحله على الحريه بين سندان الحلم والواقعيه 
وبين قبضه السلطه السياسيه والدينيه 
والحريه بمفهومها الانساني بين النظريات والتطبيقات 
في العصر الفرعوني ثم اليوناني ثم الشرق الادنى عند الفرس والصين والهند 
واخيرا العرب الجاهليه



هلاهل ...




السبت، 10 مايو 2014

أوهن من عش العنكبوت ( 2 )



اهلا ...


لا تخلى فلسفه او حضاره او وجود اجتماعي من مفهوم الحريه والاراده
لطالما حاول الانسان ان يدرك ماله وماعليه تحت قانون عادل او سلطويه جائره
نداء الفطره كان يحتم عليه التفكير والخوض به وان كان ليس مجال
متاح  للجميع للخوض به والتحدث عنه فكان منوط بطبقه معينه من المجتمع اما
 بفقهاء القانون او الدين او الحكماء او الفلاسفه...

ولاهميه موضوع الحريه وأزليته كاحد اهم المسائل التي تشغل الانسان 
سياسيا واجتماعيا ودينيا وفكريا رأيت ان ناخذ لمحه تاريخيه موجزه 
عن اشكال ومعاني الحريه منذ اقدم العصور حتى عصرنا الحالي 
 
الحريّة ما قبل ظهور المعنى الفلسفي :

ارتبطت الحريّة عند اليونان قبل سقراط بفكرة المصير ، وبفكرة الضّرورة ، وبفكرة الصّدفة ، وفي العصر الهوميروسي ( القرن الحادي عشر والعاشر ق.م ) يُطلق لفظ حرّ على الإنسان الّذي يعيش بين شعبه وعلى أرض وطنه ، دون أن يخضع لسيطرة أحدٍ عليه ، أمّا في العصر التّالي لعصر الهوميروس صارت الكلمة من لغة "المدينة" فالمدينة حرّة ومن يعيش فيها فهو حرّ ، حيث يسود قانون يوفّق بين القوّة وبين الحقّ ، والمقابل "للحرّ " حينئذٍ ليس "العبد " بل الغريب أو الأجنبيّ ، أي من ليس يونانيّاً ، والآلهة هي الّتي قرّرت " الحريّة " ولهذا كانت الحريّة موضوعاً للعبادة .. من جهةٍ ثانية وُجِدَ إلى جانب فكرة الحريّة المدنيّة معنى تدلُّ عليه كلمة مختار " هو من يجعل قانون العالم الإلهيّ قانونه "


الحريه كما ترددت في بدايه الفلسفه :

فيرى أرسطو والأبيقوريون أن الإنسان حر حرية مطلقة. بينما خالفهم زينون الأيلي والمدرسة الرواقية فقالوا إن الإنسان مسير وليس بمخير. وعند الفرس القدامي أن القدر من الإنسان بخيره وشره، بمعنى أن الإنسان هو المحدث لفعله. أما الصابئة الذين كانوا بحرّان فقد كانوا جبرية، أي أن الإنسان مجبور على أفعاله وليس بمخير، أي ريشة في مهب الريح..
 
وفي الفلسفه الحديثه تسلك طريقان
احداهما تخص السلوك الانساني الاجتماعي والفردي خصوصا
والاخرى تتعلق بالنظام الكوني
فتتجه النظريه الاولى الى الايمان بحتميه السلوك الانساني وتعطيل اراده الانسان وسلب أي دور لارادته في سلوكه
تتجه النظريه الثانيه في تثبيت الحتميه في النظام الكوني بشكل عام وتذهب الى ان الكون كله يتحرك ضمن قانون دقيق بموجب قانون العليه او السببيه
وهاتان النظريتان تجريان في الاتجاهين الفكريين المعروفين الاتجاه الالهي والاتجاه المادي على نحو السواء
فان طائفه الذين يؤمنون بالحتميه في سلوك الانسان يؤمنون بالله تعالى وهو سبب تلك الحتميه كما نرى ذالك واضح جليا في فلسفه ديكارت ومنهجه العقلاني
كما جاء في كتابه المبادئ "ان الخطا من حيث هو خطا ليس شيئا واقعيا مرده الى الله انما هو نقص فحسب فاذا اخطأت لم اكن بحاجه الى ملكه من عند الله لهذا الغرض خاصه وانما مرجع خطئي هذا الى ان ما منحني الله من قهوه على تمييز الصواب من الخطأ هو عندي قوه متناهيه محدوده " وهو يعني ان اخطائنا لا نرجعها لمشيئه الله وانما يرجع ذالك لارادتنا البشريه ولعيوب في سلوكنا .

 بينما يذهب اخرون من الاتجاه المعاكس للفكر المادي من منطلق الفكر الفكري الديكاليتي وهي فكر ضائع يشتت الانسان كما نجد في فلسفه سارتر ومفهومه للحريه حيث يقول

" هذا الوجود بذاته وجود بلا سبب ولا تفسير قذف به في العالم دون ان يعلم لماذا نعم انني مسؤول عن كل شيء ولكنني غير مسؤول عن مسؤوليتي
لانني لست الاساس في وجودي ومن هنا فان للانسان حماسه لافائده فيها "

ومن منطلق فلسفته الوجوديه بكل تشاؤوم يخبرنا سارتر ان هذا الوجود يتاكد من خلال فعله ارادته وخياراته لكن
" هذا الوعي لايحمل الطمئنينه وانما القلق والخوف فالانسان قد سقط في عالم لم يختره وهو محاط باشياء يدخل في سياقها وتولاتها ويشكل الموت التهديد الاكثر حضورا لوجوده كانما ولدوا كي يموتوا . اذن هو العدم الذي يسكن الكينونه بشكل مستمر اذن وجودنا هو وجود للموت "

احساس فارغ من الحياه لاوجود لادراك لذه للحياه خارج الدين نرى ذاك واضحا متجليا في الفلسفات الوجوديه الماديه البحته وسقوطهم في ثقب اسود من الحيره وايجاد ماهيه للوجود وايجاد للمعنى والحياه  
فهو يعبر بان هذه الحريه ليست نعمه بل مأساه وان الانسان ليس الا مجموعه خياراته ويوضح ذالك بقوله 
"هناك دائما اختيار والاختيار هو الالتزام شئنا ام ابينا ان الاختيار ممكن وهو الشيء الذي لا نستطيع الا ان نفعله انني استطيع دوما ان اختار وعندما لا اختار فانني في الواقع لا اكون الا قد اخترت لقد اخترت ان لا اختار "

الحتميه بالخيار وفرض الوجود بان تعيش لمجرد العيش بعيد عن معاني السعاده وانه يكفيك من التعاسه بانك مجبر على الاختيار والعيش حتى وان اخترت ان لا تختار يشارك سارتر شوبنهاور بتلك النظره المؤلمه فهو يرى ان الحياه شر وان الاراده هي الاصل فالانسان يتحمل العذاب والالام باذلا كل مافي وسعه للحفاظ على هذه الحياه القصيره البائسه التافهه بينما الموت ماثلا امام  عينيه في كل فعل وكل شهيق وزفير متسائلا الا يؤكد كل هذه بان السعاده الدنيويه وهم يجب الاعتراف به وان جوهر هذا الوجود هو الشقاء والالم وان هذه السعاده النسبيه التي يعيشها البعض ماهي الا هم ايضا .
يذهب سبونزا الى ان الحريه وعي الضروره في الحتميه الكونيه وان الانسان حر اذا اتبع ارشادات العقل وبعد قرنين من الزمان يؤكد ماركس على راي سبونزا وحتميه الضروره بما في ذالك الحتميه التاريخيه وسنتاولها لاحقا بشيء من التفصيل .

تتقلب الفلسفه الحديثه بين نارين الماديه و الالهيه والعروج على جميع اراء الفلاسفه 
كانط,هيغل , سيرغون ,نيتشيه ,لوك ,هايدغر ,فيرباخ وهايدغر لا يتسع له المقال . 


لا تغفل الديانات عن الحريه وحق الانسان وحدود حريته ونستطيع تضمينها
ضمن حدود القضاء والقدر وكما نعلم ان الايمان بالقضاء والقدر ركن في 
كل الديانات فهو محط اختلاف ايضا
فعند اليهود انقسمو طائفتين الربانيون الذين ينفقون القدر والقراؤون الذين يرفضون التلمود ولا يعترفون الا بالتوراة فقد قالو ان الانسان مجبور


عند الكتّاب المسيحيّين :

الفكرة الأبرز لدى الكتّاب المسيحيّين ، ربط الحريّة بالخطيئة ، فالإنسان قبل سقوطه في الخطيئة كان حرّاً ، من كلّ أنواع القسر الخارجيّ ومن كلّ سلطة عدا سلطة الله ، لكنَّ الخطيئة أفسدته ، فأصبح خاضعاً لسلطة الغرائز والأهواء والشّهوات ، وبالتّالي فربط الحريّة بالاختيار مشروطٌ بفعل الخير لأنَّه بوسع الإنسان أن يختار بين فعل الشّرّ أو فعل الخير ، لهذا ألحَّ الكتّاب المسيحيّون ـ على حدّ قول الدكتور عبد الرحمن بدوي _ على فكرة اللّطف الإلهي ، لعلّة فساد الطّبيعة الإنسانيّة بفعل الخطيئة ، " فلا بدَّ من اللّطف الإلهيّ ، كي تستطيع فعل الخير ، فلا يكفي معرفة الإنسان للخير ، بل المهمّ أكثر ، أن يقدر على جعل الإرادة تميل نحو الخير ، يقول (القديس بولس ) " حقّاً أنا لا أفهم ما أفعله ، لأنّني لا أفعل ما أريد ، بيد أنّي أفعل ما أكره .." أمّا (القديس أوغسطين ) فيرى أنَّ التّوفيق ممكن بين القول بحريّة الإرادة الإنسانيّة وبين القول بعلم الله السّابق .. فإنَّ الله يعلم أنَّ الإنسان سيفعل بإرادته هذا أو ذاك ، وهذا لا يستبعد أن يفعل الإنسان بإرادته واختياره ، فعلم الله لا يحيل الأفعال من حرّة إلى مجبورٍ عليها .


نظرا لاهميه الفلسفه الاسلاميه عن القضاء والقدر والتي هي اساس مبحثنا هذا 
رايت افراد تدوينه خاصه بها ليتسع التفصيل ولا اهميه تناولها بالادله والبراهين 

للقلم بقيه .. 


 



الجمعة، 9 مايو 2014

اوهن من عش العنكبوت ( 1 )

اهلا ...


حين يصادفني فشل غير متوقع بامر هممت به واعتنيت به ايما عنايه وخططت ورتبت له بعيني قلبي وروحي
فانا اتقوقع على ذاتي وانسحب من كل مايحيطني واغلفني بالاسئله ..
لماذا فشلت ؟
من سبب الفشل ؟
كيف حدث الفشل ؟
ثم ماذا بعد ..!! ومالخطوه القادمه ..

كانت اسئله فطريه لادرك ماجرى واتدارك مابقي فكان تحديد المشكله ثم تحليلها ثم ايجاد الحلول ثم التنفيذ
وغالبا ما نجح هذه السيناريو بطريقه او باخرى وغالبا كنت اجد خطه بديله تخرج لي من حيث لا اعلم
وحلم جديد بالكليه وهدف اسعى له ..
حتى اخر مره فشلت فان الاجابات كانت كلها تعقد المشكله لا تحلها و باطن المشكله غير ظاهرها ولو ادعيت العكس!
حين خسرت المشروع الذي كنت اعد له العده من تخطيط و تمحيص ودارسه سطحيه ومستفيضه
ودراسه مبسطه لخطه العمل حتى الدراسه العميقه لتنفيذ الاستراتيجي فان خيبه الامل تكون كبيره خاصه حين تتمخض الاجابات
بانه لا يوجد سبب لوجستي او سوء تخطيط او ادراه او نقص افكار او موارد

بل اراده اشخاص اخرين كانت هي السبب والعائق هنا وجدت نفسي اسئل تلك الاسئله العميقه الغير بسيطه
تلك الاسئله المواربه خلف الابواب والتي لا يريد احد ان يتطرق لها خوف الاجابه ..!!
والحقيقه ان الاسئله تحولت لتساؤل اكبر وكل ماكبر كل مازادت الفجوه بين البحث عن الجواب وماهيه السؤال


هل املك الحريه التامه في قرارات حياتي ؟!
هل الاراده وحدها تكفي لتفيذ تلك القرارات ؟!
مالفرق  بين الحريه والاراده  ؟؟!
اين الحريه بلاد السطوه والقانون ؟!
ماهي الحريه ؟ ولماذا وجدت ان كنا سنحرم منها ونحلم بها ؟
هل الحريه فطره ؟ اين بدات ؟؟ الى اين ستنتهي ؟

حريه القرار .. حريه الاختيار .. حريه الارداه ... اين نحن من واقع وحلم تلك العبارات هل حققنا بعضها او جزء منها

اين حريتي ان لم اختر جنسي ولم اختر ابواي ولا حتى لوني ولا ديانتي ولا لغتي ولدت بغير الشكل الذي اريد وبغير المكان الذي اريد وتحت قوانين لا اريد فاين حريتي ؟!!

جميع تلك الخطوط قادتني الى ماخلف الصوره الى الماهيه الاولى للانسان والتي بدات معه كل الاسئله والتي مازالت تطاردنا كالاشباح عدت لبدايه البدايه 
ادم عليه السلام وخلقه وحياته في الجنه وقصته مع ابليس ثم الغوايه ثم الخطيئه والخروج من الجنه 
تلك كانت الاختبار الاول للحريه .

وردت قصه ادم عليه السلام في كل الديانات السماويه الثلاث اليهوديه والنصرانيه والاسلام  بل انها شكلت الحبكه العقائديه  المسيحيه واليهوديه وفلسفتها الاهوتيه فيما بعد حيث كانت فكرتها الاساسيه خطيئه ادم وحواء بل  حتى في بعض الديانات الوثنيه 
كالسومريه الحيثيه والفرعونيه منذ اربع الالاف سنه قبل الميلاد كانت تربط بين الافعى والمرأه في دلاله رمزيه لخطيئه حواء .

لاحقا تطورت الفكره في الديانه اليهوديه فوضعت مثلث يتالف من المرأه والافعى والشيطان واطلق عليه مثلث اللعنه التاريخي كما جاء في سفر التكوين احد الاجزاء الرئيسيه في العهد القديم 

الا ان الديانه المسيحيه هي الاكثر ارتباطا بفكره الخطيئه بمنظومتها الاهوتيه وفكره الغفران وافتداء البشريه تدخل ضمن ايطار التطهير من اثم الخطيئه الاصليه تماما والرجل ممثلا بالمسيح يقدم التضحيه التاريخيه الثمن المتجدد لغلطه المرأه الحوائيه القاتله على مر الزمن ويبرز الشيطان واضحا في العهد الجديد بديل حياتي عن المرأه وخصوصا في تحدي المسيح له وتبرز المرأه في اوزارها باعتبارها اصل الخطيئه كما يذكر ابراهيم محمود في كتابه الضلع الاعوج .

وفي الاسلام يتم تبرئه حواء من ذالك الذنب حيث لا يذكر بان حواء هي سبب اغواء آدم عليه السلام بل ابليس ولا تذكر حواء في النص القراني باسم حواء وانما يخاطب ادم (انت وزوجك) والعصيان لم ياتي من زوجه آدم وانما منه (فوسوس اليه الشيطان فقال يا آدم هل ادلك على شجره الخلد وملك لا يبلى فاكلا منها فبدت لهما سوآتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنه وعصى ادم ربه فغوى  ) سوره طه 

عند تفكيك النص القراني نجد ثمه جبريه تحكم موقف الملائكه رغم ان الله سبحانه وتعالى منحهم حريه التعبير والفكر (واذا قال ربك للملائكه اني جاعل في الارض خليفه قالو اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال اني اعلم مالا تعلمون )
فالملائكه هنا تناقش خالقها وباريها لكنهم رغم ذالك اطاعوه وسجدو لادم بينما العصيان والتمرد او بتعبير اخر حريه الاراده والاختيار مارسهما (ادم ) و (ابليس ) فقد قرر ادم وزوجه الاقتراب من الشجره المحرمه رغم تحذيرات ربهما وبغض النظر عن مسئله غوايه ابليس لهما فانهما كانا احرار في الاختيار اذ باردتهما قررا الاقتراب من الشجره وان الله الخالق لم يتدخل في قرارهما الذاتي بالاقتراب والا لو كان مقدرا لهما لما كانت هناك خطئيه اصلا .

وهذه القصه تقودنا الى سؤال اكثر عمقا هل حريه (ادم ) و حريه (ابليس) في الجنه خاضعه لقوانين السببيه ؟ هل يدخلان ضمن سؤال القضاء والقدر ؟! وهل نحن مسيرين ام مخيرين ؟! ذالك السؤال الذي شغل الفكر الاسلامي وعلى اثره ظهرت الفرق المختلفه ذالك السؤال الذي شغل الانسان المفكر واحتلت مكان في جميع الفلسفات الماديه والاهوتيه هل الاراده حتميه ام اختياريه (جبريه ام تفويضيه) برهان شاوي "وهم الحريه"


سنتناول في التدوينه القادمه 
القضاء والقدر في العقل الفلسفي 
الحتميه التاريخيه والحتميه الكونيه واشهر فلاسفتها 
القضاء والقدر في العقل الاسلامي نبذه تاريخيه عن بدايه الانقسام الفكري
مبدأ الجبريه "الاشاعره"
مبدأ التفويضيه "المعتزله "
المبدأ المعتدل ونهج اهل السنه والجماعه "الامر بين امرين " 




للحرف بقيه ..

دمتم بخير