الخميس، 13 ديسمبر 2012

الظلمة الاولى

الظلمة الاولى ...

لعل اصعب المراحل التي ترسخ فيها العادات والطباع والتكوين الاساسي لشخصيه هي مرحله الطفولة تماما مثل الاساس الاول 
لتكوين الجنين والذي على اساسه يترتب عليه انسان صحيح الجسد متعافي البدن يعيش حياه طبيعيه او انسان معاق او مصاب 
بتشوه او خلل تكويني سياثر على باقي ايام حياته وفي الغالب تكون بالسلب 
في اوائل مراحل حياتنا نكون اجهزه ناسخه لكل ما حولنا كالحاسب تماما اي برنامج يوضع يتم حفظه واستخدامه بدون 
تحليل او تفسير فقط يحمل بداخلنا ويتم عمله بشكل الي وسلس وعلى كبر اهميه تلك المرحلة وخطورتها 
مازلت تعني لنا كمجتمع عربي فتره الدلال الكبرى و الراحه  لطفل لا التربية وغرس القيم وبدايه تكوين هذه النفس 
المفترض بان تكبر لتصبح انسان...

تعلقي بتلك الفترة كبير لانها اثرت في تكوين شخصيتي لفتره طويله وسببت لي عطب في زوايا روحي لم استطع التخلص منه الا بعد تعب كنت الفتاه الثالثة في الولادة الوسطى من البنات للاسرة اتيت بعد الابن الاول الذي استأثر باهتمام والدي فتره طويله بالرغم من الفتره القصيرة بين ولادتي و ولادته ولاكن كمجتمع شرقي يقدس الذكور كان ياخذ الاهتمام الاعظم لم اشعر يوما بان تربيت على يد والدي 
ولا اتذكر ان احدهم قام بتدريسي او متابعتي ربما لانني كنت احب المدرسة واقدسها وانكب على دروسي بدون سؤال او طلب 
او ربما لان اخي الاكبر كان شديد الكسل غير راغب بالمدرسة ابدا وكان جهد والداي عظيم من اجل مستقبله الدراسي 
ذالك جعل مني عصاميه اعتمد على نفسي في كل اموري حتى مشاكلي لم اكن اقاسمها احد ,انطوائيه الاكثر هدوئا والاكثر صمتا 
منعزله عن اسرتي تماما كنت مختلفه واحيانا اصبح متمرده كان والداي يحباني كثيرا لاني اقل اطفالهم مشاكل واكثرهم انضباط وهدوء و مسالمه لم تكن لي طفوله مثيره غير الامراض الكثيرة المتلاحقة ,اعتقد ان ذاتي كانت ترفض الاهمال حتى وان كان العذر باني الطفلة الجيدة المتقنة لكل شي المتميزة التي لا تحتاج تقويم او متابعه  كنت اشعر باني غير مرغوبه ولم اكن اتحدث ولا اشتكي بل اثرت الصمت ولاكن روحي المتالمه
كانت تتحدث بان اصابتني بمشاكل صحيه جسديه كثيره كنت كثيرا ما اقضي معظم ايامي في المشفى  بين التحاليل و الادويه والاشاعات 
كنت استجدي العاطفة والحنان بطريقه اخرى لم اتعمد المرض ولاكني وجدت ان روحي الجائعه للحب تفعل الاعاجيب من اجل الحصول عليه حتى وان كانت بالطريقة الاقسى... استطاعت تلك الروح المتسولة البائسة الحصول على ما تريد بتلك الطريقة البشعة المرهقة للجميع ..

لعل حديثي عن مرضي ليس بممتع بقدر طريقه اسرتي الممتعة لمعالجه ذالك المرض ... والدتي تؤمن بالطب و والدي يؤمن بالعين 
ولعلكم تخيلتم عدم التوافق الكبير بطريقه العلاج ..
كنت فتاه صغيره ممتلئه شديده البياض طويله الشعر وكان اهتمام والدتي بمراقبتي وابعادي عن الصبيه اكثر من اهتمامها بتحصيني اعتقد فكم من التعليمات والاوامر والنواهي كانت تنهال على اذني قبل الذهاب الى اي مناسبه وكم من التحقيقات والاسئلة المغلظة 
كانت تقتلني بعد العوده الى المنزل 
زرع في داخلي اني بمجرد كوني فتاه فانا مرغوبه من قبل الجميع وان الجميع سيحاول تذوقي ان لم يكن باللمس فهو بالنظر 
كنت اهاب اللعب واكتفي بالمراقبة كنت اتخوف ان اقترب مني احد او حادثني او حتى اقترب مني واعتقد ان الاوامر لطفل بدون تبرير او ترهيب الطفل وتخويفه بمسمى اخر تجعله يقدم على تلك الاشياء ..احيانا ..!

كان والدي يؤمن باني جوهرته النادره التي سيتهافت الجميع على سرقتها منه كان يدللني كثيرا وكان يكبرني بان يحدثني عن احلامه وخيالاته وحتى سفراته ويشركني فكره ومشاريعه 
تلك الاحاديث اول خيط لي لدخولي عالم ال لا مستحيل وان كل شي ممكن وان الكون شيء غامض متحول غير باقي وغير زائل ..!


....
للحديث بقيه 



كونو بالقرب يا رفاق 

هلاهل