السبت، 15 ديسمبر 2012

السفاري 1

السفاااري .....

الشمس والقمر القريبان البعيدان الزوجان الذي لايلتقيان والرمزان الملهمان للحب والحيره
مختلفان عن بعضهما كل الاختلاف ومع ذالك هما مكملان لبعضهما لدرجه الكمال الباهر
 هما جزء من كل واكتمال للكل من الكل
لاوجود للوجود بدونهما ولا اكتمال لمنظومه الحياه الطبيعيه بدون اختلافهما ...
والزواج في مجتمعنا الشرقي يشبهما تماما في كثير من الحالات
ذكر وانثى قريبان لبعضهما بعيدان عن بعضهما زوجان لا يلتقيان فكريا ولا روحيا ولا عاطفيا
مختلفان عن بعض كل الاختلاف ومع ذالك مكملان لبعضهما لدرجه تكفي لانشاء وجود اسري
واكتمال لما يفترض بان يكون حياه طبيعيه ....الرمزان الابديان للحرب والحيره...
مازلنا نعاني من الاسر التي تمارس الثبات الاسري المجتمعي المصابه  بالتشتت والتمزق العاطفي العائلي الشنيع
نعاني النفاق الاجتماعي بداخل اسرنا بداخل منزل المفترض بان يكون سكن وراحه
لا صراع لفرض السيطره والتحكم وسن قانون الرئيس من المرؤوس وكما هي حال اغلب المنازل 
كان منزلنا ينعم بصراع لانهائي من اول نقطه في طريقه التربيه حتى اخر نقطه في طريقه اللباس 
لم تشفع جينات والداي لهما بانهم اقرباء وابناء عمومه ولم تقرب ارواحهم قيد انمله 

والداتي جميلتي زهره اللوتس التي ازهرت في 25 عام في عمري حتى في اشد الاوقات الماطره الضحله
كانت مازالت تستطيع ان تزهر وتسعد الناظر الى فتنتها الاخذه الاخذه في الازدياد كلما تقدمت في العمر 
ابنه القريه الطيبه المحبه للخير من تقاسم جميع من حولها كل ماتملك استحقو ام لا كان لجميع اخواتها
واقاربها وحتى جارتها نصيب منها ومن اسرارها بل لعله نصيب اكبر مما ينبغي ...!
نظرا لتربيتها في بيئه بسيطه فطريه وبريئه تربت على العمل الجاد والدئوب الدين الصافي الطاهر
محبه للعلم والعلماء شغوفه بالقراءه ..سابقا ..مؤمنه بالطب وتميل لطب الاخضر البديل 
مثقفه بالقدر الكافي الذي يميزها عن قريناتها ...وكم احبها 

اما والدي نصف فؤادي وملهمي الاول كان  يعشق السفر كطائر حر قد جاب الارض شوقا وحبا شرقا وغربا متفتح ذا خيال واسع
متقبل لكل جديد وغريب بل حتى شاذ ايضا  يؤمن بنفسه اكثر من ايمانه باي شيء اخر .. ثقته بنفسه عاليه 
يؤمن بالعين ولايؤمن بالرقاه الشرعيين ولا شيوخ اللحى كما يحب ان يسميهم ..!!

حين اشتد بي المرض وعاودني مرارا وتكرارا حتى اصبح ملازم لي واصبح يؤثر على دراستي وغيابي المتكرر 
فضل ابي البحث عن علاج جذري فما كان منه الا ان قرر ان يصطحبني الى معالج خارج البلد ليس بطبيب ولا قارئ
....!! 
شخص كان يدعي ان لديه من العلم المنزل مالم يحط به احد وانه يعرف الخبايا من النظر الى عيني الشخص فقط 
ذهبنا الى سيد زمانه وقارئ الاعين بكل الوانه ..ذهبنا الى السودان 
رحلتي الى بلاد السفاري لم تكن عاديه ولم تخلف اثر عادي في نفسي بل انها اكثر لحظات طفولتي التصاق بذاكرتي حتى الان 
في هذه الرحله تعرفت على الحياه الاستقراطيه وكيف يجعلك المال عبد للحياه يذلك بان تسعى في طلبه دائما
خوفا من فقده تسهر على جمعه وتحرص على بقائه بامان  تعلمت كيف يصنع منك الفقر انسان فاارغ كبالون كبير منتفخ كبير بغير فائده يخدعك بان يظهرك بمظهر 
الرب المحسن لمن حوله واحسانك هذا ليس الا طريقه اخرى لاستعبادك لبقائك خادم للمال وجامع له 
لا يوجد سيد على المال الا من ادرك ان قيمته في انفاقه ليس في جمعه واستثماره قيمته في زرع الابتسامه وتخفيف وجع 
من هم اقل منك لا في اظهار افضليتك عليهم وبذل المال للحصول على الامتنان منهم والبقاء في أسر فضلك ومالك 
وطلب رضاك بالامتداح واحيان كثيره بوضعك بغير موضعك واجلالك وانت لاتستحق 
نعم المال يجعل منك طاغيه ولاكن من يجعل منك فرعون هو ذل الناس وخنوعهم لك لانك رب المال.
 فقط نحتاج ان نستوعب 
ان مقياس الغنى والفقر الذي تمشي عليه الايام في دنيانا  هو ميزان مثقوب او ميزان ذا كفه واحده 
فالغني المتبجح بماله كالفقير المتذلل بسبب حاجته كلاهما مثيران لشفقه وكلاهما بائسان يعيشون حياه مرهقه جدا 
كلاهما يسيئان الادب مع الله فالغني المغتر ماهو الا خادم لهذا المال مؤتمن عليه ماهو في الحقيقه الا قناه اختاره الله لينفق المال ويوزعه 
لا ليجمعه ويكدسه ان تكون غني اعظم اختبار وابتلاء من ان تكون فقير لان السيطره على الشهوات وكبتها مع القدره على 
الحصول عليها اقسى واثقل على النفس حين لاتكون تملك شيئا ينبغي ان ندرك ان الكون يسير وفق سمفونيه بالغه التناغم 
ان حبست مال الله الذي اعطاك ومنعته عن الناس حبس الله عنك الراحه والسعاده بل حتى الصحه والبنون الصالحين 
بامكانك ان تتجبر تطغى وتبطش وتسرق ولاكن كل دينار تسرقه يسرق منك فرح قدر لك بيوم فاختر ماتشاء وهذا المبدا موجود في كل الديانات القديمه والحديثه بل حتى من لادين له يعلم ان هناك قانون يدعى الكارما ...
وفي ديننا نعلم من كسب حسنه فلنفسه ومن كسب سيئه فعليها وكما تدين تدان .

للحكايه تتمه وروايه ....

فابقو بالقرب يا رفاق