الجمعة، 9 مايو 2014

اوهن من عش العنكبوت ( 1 )

اهلا ...


حين يصادفني فشل غير متوقع بامر هممت به واعتنيت به ايما عنايه وخططت ورتبت له بعيني قلبي وروحي
فانا اتقوقع على ذاتي وانسحب من كل مايحيطني واغلفني بالاسئله ..
لماذا فشلت ؟
من سبب الفشل ؟
كيف حدث الفشل ؟
ثم ماذا بعد ..!! ومالخطوه القادمه ..

كانت اسئله فطريه لادرك ماجرى واتدارك مابقي فكان تحديد المشكله ثم تحليلها ثم ايجاد الحلول ثم التنفيذ
وغالبا ما نجح هذه السيناريو بطريقه او باخرى وغالبا كنت اجد خطه بديله تخرج لي من حيث لا اعلم
وحلم جديد بالكليه وهدف اسعى له ..
حتى اخر مره فشلت فان الاجابات كانت كلها تعقد المشكله لا تحلها و باطن المشكله غير ظاهرها ولو ادعيت العكس!
حين خسرت المشروع الذي كنت اعد له العده من تخطيط و تمحيص ودارسه سطحيه ومستفيضه
ودراسه مبسطه لخطه العمل حتى الدراسه العميقه لتنفيذ الاستراتيجي فان خيبه الامل تكون كبيره خاصه حين تتمخض الاجابات
بانه لا يوجد سبب لوجستي او سوء تخطيط او ادراه او نقص افكار او موارد

بل اراده اشخاص اخرين كانت هي السبب والعائق هنا وجدت نفسي اسئل تلك الاسئله العميقه الغير بسيطه
تلك الاسئله المواربه خلف الابواب والتي لا يريد احد ان يتطرق لها خوف الاجابه ..!!
والحقيقه ان الاسئله تحولت لتساؤل اكبر وكل ماكبر كل مازادت الفجوه بين البحث عن الجواب وماهيه السؤال


هل املك الحريه التامه في قرارات حياتي ؟!
هل الاراده وحدها تكفي لتفيذ تلك القرارات ؟!
مالفرق  بين الحريه والاراده  ؟؟!
اين الحريه بلاد السطوه والقانون ؟!
ماهي الحريه ؟ ولماذا وجدت ان كنا سنحرم منها ونحلم بها ؟
هل الحريه فطره ؟ اين بدات ؟؟ الى اين ستنتهي ؟

حريه القرار .. حريه الاختيار .. حريه الارداه ... اين نحن من واقع وحلم تلك العبارات هل حققنا بعضها او جزء منها

اين حريتي ان لم اختر جنسي ولم اختر ابواي ولا حتى لوني ولا ديانتي ولا لغتي ولدت بغير الشكل الذي اريد وبغير المكان الذي اريد وتحت قوانين لا اريد فاين حريتي ؟!!

جميع تلك الخطوط قادتني الى ماخلف الصوره الى الماهيه الاولى للانسان والتي بدات معه كل الاسئله والتي مازالت تطاردنا كالاشباح عدت لبدايه البدايه 
ادم عليه السلام وخلقه وحياته في الجنه وقصته مع ابليس ثم الغوايه ثم الخطيئه والخروج من الجنه 
تلك كانت الاختبار الاول للحريه .

وردت قصه ادم عليه السلام في كل الديانات السماويه الثلاث اليهوديه والنصرانيه والاسلام  بل انها شكلت الحبكه العقائديه  المسيحيه واليهوديه وفلسفتها الاهوتيه فيما بعد حيث كانت فكرتها الاساسيه خطيئه ادم وحواء بل  حتى في بعض الديانات الوثنيه 
كالسومريه الحيثيه والفرعونيه منذ اربع الالاف سنه قبل الميلاد كانت تربط بين الافعى والمرأه في دلاله رمزيه لخطيئه حواء .

لاحقا تطورت الفكره في الديانه اليهوديه فوضعت مثلث يتالف من المرأه والافعى والشيطان واطلق عليه مثلث اللعنه التاريخي كما جاء في سفر التكوين احد الاجزاء الرئيسيه في العهد القديم 

الا ان الديانه المسيحيه هي الاكثر ارتباطا بفكره الخطيئه بمنظومتها الاهوتيه وفكره الغفران وافتداء البشريه تدخل ضمن ايطار التطهير من اثم الخطيئه الاصليه تماما والرجل ممثلا بالمسيح يقدم التضحيه التاريخيه الثمن المتجدد لغلطه المرأه الحوائيه القاتله على مر الزمن ويبرز الشيطان واضحا في العهد الجديد بديل حياتي عن المرأه وخصوصا في تحدي المسيح له وتبرز المرأه في اوزارها باعتبارها اصل الخطيئه كما يذكر ابراهيم محمود في كتابه الضلع الاعوج .

وفي الاسلام يتم تبرئه حواء من ذالك الذنب حيث لا يذكر بان حواء هي سبب اغواء آدم عليه السلام بل ابليس ولا تذكر حواء في النص القراني باسم حواء وانما يخاطب ادم (انت وزوجك) والعصيان لم ياتي من زوجه آدم وانما منه (فوسوس اليه الشيطان فقال يا آدم هل ادلك على شجره الخلد وملك لا يبلى فاكلا منها فبدت لهما سوآتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنه وعصى ادم ربه فغوى  ) سوره طه 

عند تفكيك النص القراني نجد ثمه جبريه تحكم موقف الملائكه رغم ان الله سبحانه وتعالى منحهم حريه التعبير والفكر (واذا قال ربك للملائكه اني جاعل في الارض خليفه قالو اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال اني اعلم مالا تعلمون )
فالملائكه هنا تناقش خالقها وباريها لكنهم رغم ذالك اطاعوه وسجدو لادم بينما العصيان والتمرد او بتعبير اخر حريه الاراده والاختيار مارسهما (ادم ) و (ابليس ) فقد قرر ادم وزوجه الاقتراب من الشجره المحرمه رغم تحذيرات ربهما وبغض النظر عن مسئله غوايه ابليس لهما فانهما كانا احرار في الاختيار اذ باردتهما قررا الاقتراب من الشجره وان الله الخالق لم يتدخل في قرارهما الذاتي بالاقتراب والا لو كان مقدرا لهما لما كانت هناك خطئيه اصلا .

وهذه القصه تقودنا الى سؤال اكثر عمقا هل حريه (ادم ) و حريه (ابليس) في الجنه خاضعه لقوانين السببيه ؟ هل يدخلان ضمن سؤال القضاء والقدر ؟! وهل نحن مسيرين ام مخيرين ؟! ذالك السؤال الذي شغل الفكر الاسلامي وعلى اثره ظهرت الفرق المختلفه ذالك السؤال الذي شغل الانسان المفكر واحتلت مكان في جميع الفلسفات الماديه والاهوتيه هل الاراده حتميه ام اختياريه (جبريه ام تفويضيه) برهان شاوي "وهم الحريه"


سنتناول في التدوينه القادمه 
القضاء والقدر في العقل الفلسفي 
الحتميه التاريخيه والحتميه الكونيه واشهر فلاسفتها 
القضاء والقدر في العقل الاسلامي نبذه تاريخيه عن بدايه الانقسام الفكري
مبدأ الجبريه "الاشاعره"
مبدأ التفويضيه "المعتزله "
المبدأ المعتدل ونهج اهل السنه والجماعه "الامر بين امرين " 




للحرف بقيه ..

دمتم بخير